الثلاثاء، 19 فبراير 2019

عندما تكون الحرب فعلا مضارعا , والفاسدون فاعلا , والشعب مفعولا به...

عندما تكون الحرب فعلا مضارعا , والفاسدون فاعلا , والشعب مفعولا به , والمال مفعولا لأجله ,ومرتب الضعفاء ممنوعا من الصرف , والكذب توكيدا ,والصدق منفيا ,والفساد صفة, والمصلحة مبتدأ ,والوطنية خبرا , سيصبح الفقر حالا ,والأوجاع ظرفا , والسرور مستثنا منه , عندها سيكون المستقبل مبنيا للمجهول , ولكن لا بد من أمل ويبقى الأمل بالله. أتدرون من يخوفني على هذا الدين هم أهل هذا الدين أنفسهم , المسلمون الذين لا يصلون ويسكرون ويزنون ويقولون ما لا يفعلون , الذين لا يدعون أمرا حرمه الله إلا أتوه , حرم الله الخمر شربوها ,حرم الله القرب من طريق الزنا أتوه كما قال تعالى " ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا .." فالنهي عن القرب أبلغ من الفعل , حرم الله الربا تعاملوا بها , حرم الله العقوق فعلوه ,هؤلاء هم الذين يصدون الناس عن الإسلام , هناك بعض المصلين إذا ذكر لهم شيء من أمور النبي صلى الله عليه وسلم كان أحسنهم طريقة يقول إنما هي سنة فقط وليست بفرض, سنة من؟ بل نزغ الشيطان بين من أرادوا سلوك الطريق المستقيم من تزينوا بزي السنة وزي الإلتزام أيضا كانوا من أسباب تنفير الناس من الإسلام , تجد بعضهم لا يحسن نطق الفاتحة التي يصلي بها في الصلوات الخمس وهو يتحدث في البدعة والحلال والحرام ولا أن بينهما أمور متشابهات , ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه النسائي ، قوله : ( وفي الباب عن سعد وابن عمر ) أما حديث سعد وهو ابن أبي وقاص أحد العشرة [ ص: 332 ] المبشرة بالجنة فأخرجه مسلم وفيه : "سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسيف فأعطانيها ، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق ، فأعطانيها ، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها ",فمن أراد أن ينتصر للنبي صلى الله عليه وسلم فعليه بما كان بأمر به صلى الله عليه وسلم و أول ما يأمر به القرآن الكريم , إعنتوا بكتاب الله حفظوه أبناءكم وعلموهم وذكروهم بتعليمه والعمل به .(( عَنْ عُثْمَانَ رَضِي اللَّهم عَنْهم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ )) ,فصراحة نحن في زمان ركزنا فيه على التحسينيات ونسينا الضروريات والحاجيات , فاللهم يا عزيز يارحمن يارحيم لا تجعل بأسنا بيننا بأس شديد , فمتى سنعيش في أمن وسلام في عالم خال من الحروب والحقد والكراهية . إن التعايش الذي أكدّ عليه الدين الاسلامي والذي يعني العيش والتعاون مع الآخر المختلف، يعني قبولنا للتنوع والاختلاف والعمل على أساس القواعد المشتركة والمصالح المتبادلة، مراعين لمصلحة البشرية عموما والأمة الإسلامية خصوصا , والعمل على أساسها. فالدين الحقيقي مبني على التعايش الذي هو التجسيد الفعلي لمبدأ العدل والمساواة في  الإسلام , فالناس سواء في الحقوق والواجبات، ومن أجل الوصول إلى مشترك إنساني بين الأمم والأديان والحضارات قائم على التسامح والتعايش في أمن وسلام, مجتمع مملوء بالمودة والرحمة , فهل إلى خروج من سبيل هذا المستنقع يا الله.ففي إطار ما يشهده العالم في وقتنا الحالي من تغيرات وتطورات, والتي تثير كثيرا من علامات الاستفهام وتطرح كثيرا من التساؤلات, عما سيكون عليه مستقبل المجتمع الإنساني ومصير العلاقات الإنسانية , فلهدا كان لابد لنا من البحث في الأمور المشتركة بين بني البشر رغم اختلاف أديانهم وأجناسهم وأعراقهم بغرض بناء مشترك إنساني قائم على قيم التسامح والتعايش.